الإنقطاع عن الماضي

التغيير سنة كونية والبقاء على حال واحدة من المعجزات فالعوامل والمؤثرات كثيرة جدا فما بالنا نعشق الماضي ونمقت بعض أفكاره وما بالنا نتألم إذ ما تذكرنا واستجلبنا بعض الألم من الماضي وما مصيرنا حين يأخذنا الحنين إلى مكان أو أشخاص أو أزمنة مضت نحن حقيقة نقترب ونتوجه بشكل مباشر دون إدراك إلى دوامة التغيير فكلما اقتربنا منها أكثر نظرنا إلى الماضي وبحثنا عنه أكثر نريد أن نستجلبه معنا كله بتفاصيله إلى الحاضر تارة والى المستقبل كذلك ,, التغيير آت شئنا أم أبينا ولكن بدلا من النظر بحسرة على نافذة الماضي المتكسرة على الأطلال لنتعامل مع الحاضر الذي يشكل أكثر فرصة اليوم حتى لا تجعلنا دوامة التغيير المستقبلية قابعين دون حراك .

الحاضر هو ما نصنعه ونعيشه اليوم فهل نصنع ما سنجنيه في المستقبل أم أننا سنجني لصناعة سيصيبها ركود المستقبل الحاضر هو نحن وأبناءنا وثوابتنا التي يريد منا تركها خلفنا كما سوانا من الأمم .

أن أولى الخطوات الصحيحية للعودة إلى الماضي واستجلابه إلى الحاضر والمستقبل هي عمارتنا التي طغت ووصلت القمة في عصور مضت حتى ملأت الأرض جمالا ومعرفة وفكرا وأولى الخطوات إلى المستقبل المضي هي اهتمامنا بالعلوم والمعارف في شتى نواحي الحياة فالعمارة ثقافة وفكر وأصالة تبنى والعلم سلاح للشعوب ضد الجهل الذي يأتي دوما مختبئا في حنايا دوامة التغيير يبقى أن نتعلم بماذا نتمسك وعن ماذا نتخلى من الماضي .

إذا أردت أن تضيع أمة,, دمر ثقافتها ..

المستقبل ليس سوى نافذة نستشرفها اليوم ونرتقي بها إلى حياة أفضل وأكثر سهولة ويسر ولكن الأمم المتقدمة في العلم هي فقط من ستمسك بالقيادة والآخرون سيكونوا ضيوفا ثقلاء بقاءهم ورحيلهم سواء

الماضي الجميل والمستقبل الزاهر يبقيان رهن حاضر يمتاز بالعلم والعمل …

شارك الصفحة مع الأصدقاء :