العودة إلى الأمام !

تأملاً في عنوان المدونة قد يفتح لنا أبوابا واسعة نحو ما نعتقد أننا سنصل إليه، ولن أطيل التأمل فالعودة إلى الأمام ليست خطة منطقية ولكن إذا ما علمنا أن الماضي يحمل في جعبته ما لم يحمله الحاضر ولأننا نريد من المستقبل أن يعيد للحاضر توهجه.

ما هو الماضي الذي نسعى لعودته ؟ غالباً التطور المتلاحق في أنظمة البناء لم يسمح بنقل المعرفة الصحيحة كما هي من المباني القديمة والتاريخية إلى المباني الحديثة سواء وظيفياً أو جمالياَ ولذلك عندما نبحث عن المفقود في المباني التاريخية فقد لا نكتشف الكثير أو قد نعتقد أننا سنكتشف الكثير عبر التحليل ولكن بما أنه من الصعوبة المعايشة في هذا المبنى أو ذلك فكل ما نعرفه هو محض تحليل أو توقع.

العودة إلى الأمام ! هي إعتقاد ضمني أن ماضي البناء أكثر فاعلية وكفاءة من الحاضر وهذا الإعتقاد ليس على المطلق بطبيعة الحال فهنالك نجاحات هامة في البناء وفي مواد البناء ولكن الرغبة للعودة إلى الماضي ليست صدفة أبداً بل أصبحت حاجة خاصة إذا ما أدركنا أن المدن في الحاضر افتقدت إلى الهوية العمرانية والمعمارية الخاصة بها والذي أثر في فقدها بعض مواد البناء الحديثة خاصة المرتبطة بأعمال التشطيبات الخارجية أو الداخلية وحتى مواد البناء الحديثة التي أعدت لتكون بديلة عن بعض العناصر المعمارية التراثية لم تحقق المأمول منها فقد أوجدت شكلاً ولم توجد مضموناً ذو قيمة وأهمية.

فهم الماضي والحاضر من أجل المستقبل هي المعضلة التي يجب أن نتعامل معها بحذر خاصة إذا ما كانت قرارات الحاضر ستؤثر في مستقبل المدن.

تذكرة مغادرة : يقول الكاتب أندريه جايد “أن يكرهك الناس على ما فيك، أفضل من أن يحبوك على ما ليس فيك” .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :

نُشِّرْت في 

ضمن

للكاتب