دون أدنى شك! أن الفهم العميق للمدينة يعني القدرة على فهم التحديات والفرص الخاصة بها وهذه القدرة تعطي الإمكانية لإدارة المدينة بشكل يوازي التطلعات تجاهها وهذا كل ما تتطلبه إدارات المدن للدفع نحو تحقيق استراتيجيات النمو والتنمية في مختلف القطاعات، ولفترة من الزمن كانت التنمية تسبق التخطيط وفي بعض المدن توقف التخطيط تماماً عن دوره وبدء فقط يحاول معالجة أخطاء النمو التي لا مجال لتفاديها سوى بأن يوضع مسار التخطيط المستقبلي على نفس المستوى من الاهتمام والأولوية مع مسار معالجة أخطاء النمو.
هذا الفهم العميق للمدن لا يقرأ سوى في القرارات والتشريعات التي تصدر لتوجه التنمية من خلال تفعيل التخطيط المستقبلي للمدينة ولقطاعاتها المختلفة وهذه القرارات والتشريعات لا تعني أن التحدي أنجز بقدر أن التحدي أصبح معلوماً ومتداركاً وهنالك خطة لتحويله من كونه قضية إلى كونه فرصة.
أي من المدن اليوم حول العالم نجد أن لديها قضايا تنموية مختلفة وتحديات في قطاعات متعددة ولكن من النادر جداً بأن تمتلك مسار واضح لتحويل القضايا التنموية إلى فرص تنموية والبعض منها يحيد عن معالجة القضايا الرئيسية لمعالجة الأعراض الجانبية لتلك القضايا دون اكتراث بحقيقة أن المدن التي لا تعالج أخطاءها أولاً بأول تغرق شيئاً فشيئاً.
الفهم العميق للمدن له أدوات مختلفة ولكن قبل كل تلك الأدوات تبقى معرفة المدن من العمق المعرفة التي تبنى من خلال المعلومات والبيانات والأرقام هي الأكثر وضوحاً متى ما كانت تلك المعلومات صحيحة وواقعية وبنيت على أساس أننا نريد فهم واقع المدينة لا أحلامنا عنها.
تذكرة مغادرة : الحكمة تقول : “سهل أن يصدق الإنسان كذبة سمعها ألف مرة، من أن يصدق حقيقة لم يسمعها من قبل”.