النسيج العمراني … جسد الارض

يعتبر النسيج العمراني للتجمعات السكانية أحد اهم الملامح العمرانية لها والذي يعتمد على طبيعة واحتياجات السكان ضمن هذا التجمع والذي يختلف من موقع الى آخر تبعا للطبيعة الجغرافية وتوفر الظروف المعيشية فتباعد النسيج في مناطق البادية في الوقت الحاضر لا يتفق مع تغير النسيج عما كان عليه الحال قبل عدد من السنوات ويعود السبب في هذا التغير لتوفر الامن بالدرجة الاولى ووسائل النقل والمواصلات بالدرجة الثانية مما فرض على النسيج العمراني للقرى أن يتسع في وقتنا الحاضر ليصبح مكلفا جدا توفير الخدمات والبنى التحتية بالشكل الملائم لهذه القرى الا ان صدور عدة انظمة لتنمية القرى حد من عشوائيتها الا انه ما تزال كثير  من هذه القرى لا تتوفر فيها الحد الأدنى من الخدمات والبنى التحتية التي تسمح بتطور النسيج العمراني واستمراره .

اما في ما يخص المدن فالأمر كذلك تعقد كثيرا خاصة بعد ان ادخلت عدة مصطلحات عنوة على النسيج العمراني والذي شكل ضغوطا مستمرة لمحاولة اصلاح ما لا يحتاج الى اصلاح وأصبحت تلصق هذه المصطلحات ببعض المواقع من النسيج العمراني العفوي كمصطلح “أحياء عشوائية” الذي الصق ببعض الاحياء التي انشئت داخل المدن منذ وقت طويل دون الاخذ بالاعتبار النظريات التخطيطية الحديثة التي تنشى بها المدن والاحياء .. ولكن أليس من المعقول؟؟ ان يكون نسيج الاحياء القديمة بالمدينة والمحافظة عليه هو الانسب لها ومحاولة تطويره وتعزيز الخدمات المختلفة والبنية التحتية هو الاجدى من محاولة طمس كل اجزاء المدينة لتصبح وكأنها جزء واحد ومتكرر في كافة انحاء المدينة .

ختاما ,, النسيج العمراني من وجهة نظري هو جزء من جسد الارض التي يعمرها الانسان فلا يمكن ان تكون كل حلولنا لهذا الجسد هو البتر وتركيب اطراف صناعية عن طريق الهدم وإعادة البناء سنصل بالأخير الى ان تكون مدننا هشة لا تحكي للأجيال القادمة شيء يذكر سوى اننا تعاملنا بقسوة مع ما نملك .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :