المقابر في المدن

سأبدأ اليوم التدوينة بسؤال يدور في ذهني : هل المقبرة عنصر من عناصر المدينة الاسلامية ؟

وحتى لا أجيب عن ذلك فقد تتطلب اجابة هذا السؤال الاجتهاد كثيرا والاخذ من بطون الكتب الاسلامية التي عنيت بأحوال الناس المتقدمين ولا اكثر من ذلك وضوحا هو بيان وتأكيد هل البقيع قبل ام بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ذلك قولين لم اجد ما يثبتهما او ينفيهما وكذلك أقل وضوحا المدن القديمة بالشام وارض الكنانة والبحث عن أصالة عنصر المقبرة ضمن المدينة الاسلامية وكل ذلك يحتاج الى بحث متعمق لا تساعدني فيه الظروف الحالية . ولكنني سأكتب عن المشاهدات المعاصرة لاماكن انشاء المقابر بالنسبة للقرى والهجر والمدن بالمملكة العربية السعودية بخلاف مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة لاختلاف الطابع المكاني والتاريخي لهاتين المدينتين فالمتعارف عليه اجتماعيا ان المقابر عنصر طارد تتأثر بها المناطق المحيطة وتنخفض أسعار الاراضي المطلة عليها عوضا عن بعض الجوانب الشرعية التي تخص السكن بجوارها واحترامها وحرميه أذية اهلها إلا ان كل ذلك يبقى رهنا بعشوائية اختيار مواقع المقابر وعدم التفكير بجدية بأهمية تخطيط المدينة لتتناسب مع الأحياء والاموات , فعنصر المفاجئة في اختيار مواقع المقابر تخطيطيا لا يمكن الاعتماد عليه وسيتسبب بضرر كبير خاصة اذا ما وجهت مواقع المقابر للإضرار بأملاك الاحياء .

وحتى الان ومع اطلاعي على كثير من المخططات التفصيلية لبعض المدن والمحافظات لا اتذكر وجود أي ذكر لاماكن مقترحة كمقابر مستقبلية يمكن الاستفادة منها مع تطور المدن عوضا عن تخصيص مواقع لخدمات الاحياء التي اصبحت عناصر مهمة في تكوين المدن ولا لتلك المناطق العائمة التي بالإمكان تركها للاستفادة منها مستقبلا حسب حاجة المدينة دون تغيير في عناصر المدينة المختلفة مستقبلا.

ان استمرار النظر من زاوية واحدة لن يغير من ما نرى شيء والاعتماد الكلي على “التخطيط العشوائي” الذي تنتهجه مدننا واعتباره من المسلمات سيضعنا مستقبلا امام مدن طارده كليا لا تحمل احتراما لا للأحياء ولا للأموات مع تأكيدي الشخصي لبلوغ بعض مدننا المعاصرة لهذه المرحلة معايرة بمدن اكثر اكتظاظا بالسكان من مدننا .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :