الاتجاه الصحيح

نحن دوماً في دوامة من البحث عن “الاتجاه الصحيح” نسعى جميعاً إلى الوصول لإبعاده بحثاً عن الحقيقة فالجميع من حولنا يحملون سهماً يشيرون به إلى ما يظنون انه “الاتجاه الصحيح” سواء كأفكار أو أراء أو نتائج باعتبارها فرضيات وحقائق لا نقاش فيها !! في الجغرافيا ورسم الخرائط يشير السهم دوماً إلى الأعلى ولكن ليست كل الأمور كالجغرافيا واضحة المعالم فكثير من الأمور تخفي في باطنها عكس ما تظهر فتزيد من الحيرة تجاهها نحو ما نستطيع الحكم عليه من خلال ما تظهره أو مما تخفيه وتتكتم به بشدة عنا والجميع يظنون إنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة والبعض منهم يظن أن لديه القدرة الفائقة والحاسة السادسة لقراءة النوايا والحكم على الآخرين .

في صلواتنا يكون اتجاهنا الصحيح واضحاً محدداً يكفينا الإشارة إليه في وقوفنا تجاه القبلة دون خلاف على ذلك وقد يكون الاتجاه مجهولاً كحركة الأعاصير المدمرة التي تسحق ما تمر به فتضعف فيها قدراتنا البشرية على تحديد اتجاهها ويلزمنا للحذر منها التحقق والتأكد والتنبؤ والتدقيق جيداً في كل الأمور المحيطة بها كدرجات الحرارة والضغط الجوي والرطوبة وخلافها مما يكون له تأثير مباشر أو غير مباشر وكذلك يجب أن نعمل في ما نكتسبه يومياً من معلومات وأفكار وأراء من خلال المحيط الخارجي الذي يحيط بنا ففي شتى أنحاء ذلك المحيط الخارجي سنجد أن هنالك من يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة دون سواه من البشر وكأنما بشر بنبوة دون أن نعلم عن ذلك.

الاتجاه الصحيح ليس إلا فكرة لا نرى منها سوى إيجابياتها دون عيوبها ولا يرى الآخرون سوى عيوبها دون إيجابياتها فتلك الفكرة مهما كنت مقتنع بها ستكون مختلفة عن ما يراه الآخرون بها فأجعل أفكارك واضحة ومحددة لا تخفي شيئا ورائها أجعلها فكرة عظيمة ولا تجعل من أرائك وأفكارك أعاصير تدمر وتسحق كل ما تمر به وحتى أن فعلت ذلك فحتما ستخسر ولو بعد حين فدوماً ما يعم الهدوء بعد الإعصار وتبدأ الحياة من جديد تلملم شتاتها على الأرض مخلفة وراءها أحداثا وتجارب للمستقبل .

تذكرة مغادرة : يقول وليم شكسبير ”كن عظيما في الفعل كما كنت عظيما في الفكرة“.

شارك الصفحة مع الأصدقاء :

نُشِّرْت في 

ضمن

للكاتب