مدينة ثانوية .. ماذا لو ؟

المدن الكبرى والرئيسية لديها ما تمتلكه من إدارات وأفكار وإستراتيجيات وعقول لإدارة مواردها بالشكل الصحيح وتحقيق طموحاتها وأهدافها ومستقبلها ولكن ماذا عن المدن الثانوية والمحافظات الصغيرة ؟ تلك المدن الصغيرة التي أقصى ما تمتلك تخطيطياً هو مخطط سكني أو اثنين وطريق رئيسي للعبور من منطقة لأخرى وتفتقد للعديد من الخدمات الأساسية ومتاجرها البسيطة التي تعتمد كليا في بقاءها إقتصادياً على المرور العابر أن حظيت بمثل هذه الفرصة.

المدن الثانوية التي تمتلىء بنشاطات إقتصادية وهمية فلا دورة إنتاجية مكتملة ولا اقتصاد محلي ولا رؤية واضحة للمستقبل، ولا مشروع استراتيجي يدرس حالتها ويضع لها خطة تنموية تصحيحية، تلك المدن أفضل تعبير لها هو شعور الضياع الذي يفتقد لطعم الحياة.

ماذا لو ؟ فكرنا قليلاً في بناء نموذج محلي في تبني محافظة طرفية أو مدينة صغيرة تطبق عليها دراسات الوضع الراهن بكل جدية لبحث مواردها وميزها النسبية وأطلقنا مشروع رائد لتكون هذه المدينة الصغيرة مقصداً أقليميا أو دولياً في نشاط معين .. ما الذي يمكن أن يتغير ؟

ماذا لو ؟ فكرنا قليلاً في دراسة الهوية العمرانية للمدينة الصغيرة ووضعنا لها هوية عمرانية محلية ووضعنا إشتراطات عمرانية فريدة وصنعنا نموذج عمراني فريد من نوعه يحتوي الفراغات العامة وممرات المشاة واستطعنا تطبيقه بتكاليف مالية ممكنة .. ما الذي يمكن أن يتغير ؟

ماذا لو ؟ فكرنا قليلاً في تطبيق مبادئ المدن المستدامة وتحدياتها في نطاق المدن الصغيرة ومبادئ المباني الذكية على مبانيها .. ما الذي يمكن أن يتغير ؟

ماذا لو ؟ فكرنا قليلاً في دراسة المجتمع المحلي وأوجدنا له دورة إنتاجية مكتملة في صناعة متخصصة .. ما الذي يمكن أن يتغير ؟

ماذا لو ؟ فكرنا قليلاً فيما تفتقده تلك المدينة الصغيرة من خدمات أساسية ومرافق عامة وبنية تحتية ووضعنا مبادرة وبرامج ومشاريع عاجلة وبميزانيات ممكنة .. ما الذي يمكن أن يتغير ؟

ماذا لو ؟ فكرنا قليلاً في أن أسلوب التفكير في الممكن والمعقول على مستوى نطاق جغرافي صغير هو المستقبل .. ما الذي يمكن أن يتغير ؟

أترك لعقولكم الإجابة عن كل تلك الأسئلة فهي ليست وسيلة لتحدي عقولكم ولكنها وسيلة للفت الإنتباه فهنالك دوما فرصة سانحة لأننا دوماً نقفز من الممكن للمستحيل فلا نصل للمستحيل ولا نحترم الممكن.

تذكرة مغادرة : يقول الروائي أحمد بهجت “كل واحد منا قارة مجهولة تماماً ، وداخله أعماق لا تدري أبداً متى تنتهي .. كل إنسان منا بلا نهاية كالكون”

شارك الصفحة مع الأصدقاء :

نُشِّرْت في 

ضمن

للكاتب