توجيه المدن ليس خياراً عشوائياً

أحد أسوء الأمور التي قد تحدث للمدن حول العالم هي الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وأعاصير وكذلك أحد أسوء الأمور التي ممكن أن تحدث للمدن السعودية أن تمطر السماء لمدة نصف ساعة متواصلة فالأضرار لذلك تكاد تقارب الضرر الذي ستسببه احد الظواهر الطبيعية ولكن السؤال لماذا؟ قد لا نرى الإجابة الصحيحة عند أول نظرة للأمر وقد لا تتاح الظروف المناسبة لذلك سوى أننا نرى من الموضوع الجزء الذي نريد رؤيته وتحميل تبعاته بأنه إداري بحت أو فني بحت سواء أكان تأخيرا في عملية أنشاء مجاري تصريف السيول والأمطار أو سوء إدارة لمشاريعها ولكن المشكلة أكثر عمقا من ذلك وليست في مدينة عن أخرى إلا إذا ما حظيت بعض المدن ببعض الحظ لذلك وكان توجيهها مناسبا فغالبية المدن السعودية التي تضررت جراء الأمطار والسيول ساهم تخطيط تلك المدن للأسف في زيادة حجم الكارثة .
من البديهي معرفته أن حركة المياه دوما ما تكون من الجزء الأعلى إلى الجزء الأدنى وهذا أمر لا خلاف فيه ولكن الخطأ في تخطيط بعض المدن هو عملية توجيه المدن خاصة الطرقات الرئيسية حيث صممت لتكون موازية لمجاري الأودية والسيول الطبيعية وفي حال وقوع الأمطار تظل المياه المتجمعة والسيول المنقولة تستخدم تلك الطرقات كمجاري بديلة في عمليتها الطبيعية للاتجاه نحو المناطق الأكثر انخفاضا إضافة إلى ذلك فمن المعروف عن أن شدة حركة المياه تزداد إذا ما أتفق اتجاه الطبيعي لها مع اتجاه الطبيعة الجغرافية للشارع , أذن فالمشكلة هنا ليست قصور مجاري الأودية والتصريف على استيعاب كمية الأمطار بل كذلك عملية توجيه المدينة ككل ويزداد الخطأ أكثر وأكثر إذا ما اطلعنا على الخطط المستقبلية لتلك المدن لتكتشف أن تلك الطرقات الرئيسية لم يتغير مسارها وظلت تستمر في التمدد الخاطئ المتجاهل للأسلوب الأنسب إلى للتعامل وحسب التنبؤ بحركة المياه ومحاولة كسر جريان الماء لإضعاف سرعة تدفقه تجاه العبور من خلال المدينة حتى إذا ما وقعت كارثة لا سمح الله كانت الأجزاء المتضررة شاملة للمدينة ككل بعكس إذا ما روعي ذلك في مستقبل تطور المدينة الطبيعي وأخذ في الاعتبار كافة الاحتياطات لذلك وحتى وأن حدث وأن تكرر سقوط الأمطار بكميات أعلى من المعدل الطبيعي وتسبب بجريان للأودية والمسائل كانت المواقع الحرجة محددة يستطيع المخطط أن يعالجها ويؤمنها من تلك الأضرار عبر الحلول الهندسية المختلفة من مجاري أودية ومسائل صناعية.

تظل عملية توجيه المدينة تتبع للعديد من المعايير ولكنها بالتأكيد ليست خيارا عشوائيا كما هو الان.

شارك الصفحة مع الأصدقاء :