التقدير

 وضوح الآيات الكريمات عن التقدير والتي مصدرها في اللغة ( قَدَّرَ ) والآيات الكريمات التي تحدثت عن التقدير عديدة لارتباطها بكل ما خلق الله عز وجل في هذا الكون فيقول تعالى في سورة يونس (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(5)).يقول الله عزوجل في سورة الرعد ( وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (8)) ويقول سبحانه وتعالى ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ (21))سورة  الحجر .

ومع أهمية التقدير بالنسبة لنا إلا أننا نتناسى أمر بهذه الأهمية وبهذا الوضوح والتكرار في كل شيء من حولنا فيختفي بين طيات أعمالنا ومشاريعنا وتصرفاتنا وأخلاقياتنا وتعاملاتنا اليومية الكثيرة التي نقوم بها ويسقط كما وكيفا من حساباتنا ونوجز بأن تصرفاتنا التلقائية بلا سبب ونتجاهل معايير ذلك التقدير وما يقوم عليه من فوائد ومنافع والذي ليس فقط يتعايش معنا بل ويبقى حتى آخر لحظات حياتنا وبعدها كذلك , تقدير في كل شيء صغير وكبير هي حكمة من الله عزوجل وتدبير منه تعالى بعلمه بخلقه ولكن لماذا نفتقد التقدير في سلوكياتنا البشرية ونتألم للواقع الذي نعيشه ؟ فالتقدير جزء من طبيعتنا الإنسانية وفي باطنه العديد من الأمور المختلفة والمترابطة ولكنها وأن اختفت ظاهريا بقيت تحمل نفس العنوان لها “التقدير”.

السعادة والحزن والغضب النجاح والفشل وجميع مشاعرنا المختلفة تأتي بتقدير فمتى نسعد ومتى نحزن ومتى نغضب جميعها بتقدير فهل تحركت الصور والشواهد في مخيلتك عن التقدير في كل الأمور الأخرى التي لم أذكرها وتذكر أن خلق الله عزوجل للكون بأسره هو تقديره سبحانه وتعالى دون زيادة مضرة أو نقصان به علة ,, فمنتهى الكمال هو التقدير .

هذا هو التقدير معاني متعددة لا ينقصها الوضوح بقدر نقص الإنسان وضعف تقديره للأمور فيقول الله تعالى في سورة العلق (كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى(7)) فطغيان الإنسان بعد استغناءه هو ضعف في تقديره ويقول تعالى في سورة الزمر (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(67)) .

ولذلك فتقدير الإنسان جزء نستطيع تعليمه وتدريبه إياه وقدرات ومهارات يمنحها الله عزوجل على عباده ويتفضل بها سبحانه على من شاء من عباده فالتقدير هو كل شيء محيط بنا وهي صفة متلازمة مع جميع خلقه سبحانه وتعالى فقوله تعالى في سورة القمر (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)) دلالة على أن التقدير متلازم مع الخلق .

تذكرة مغادرة : تقدير الأولويات والاهتمامات يجعلنا أفضل فالمسألة في سبيل النجاح ليست اختيارية .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :