تخطيط المدن من الجو !

اجمل ما قد يمارسه المتخصص في التخطيط العمراني هو التحليق جوا والطيران فوق المدن التي ينوى تخطيطها او اعادة تخطيطها الا ان مثل هذه الممارسة وبدون سبب واضح لم تعد ذات اهتمام ورواج فلا اعلم مخططا واحد على الاقل قد مارس هذه التجربة من قبل والجميع التزم بالاطار المعتاد للتخطيط من تحقيق طموح وامنيات المخطط لا المدينة على طاولة الرسم فقط او بالاطلاع على دراسات وبحوث تحكي غالبا قصة تخالف قصة المدينة الحقيقية .

ان النظر للمدن من الاعلى يفتح في اذهان المخططين أفاقا واسعة لم تحققها له الدراسات والبحوث فالمدينة تسلم للمخطط الذكي نفسها وتزهو امامه بطبيعتها الخلابة الحقيقية تطلعه على أوديتها ومسارات سيولها ليحترمها وينظر الى جبالها وسهولها ليوجه مدينته نحوها وعلى انهارها وشواطئها ليحافظ عليها ويستفيد منها فتمارس المدينة دورا توجيهيا للمخطط الفذ الذي يرى بعينيه وقلبه ليستفيد من الامكانيات الطبيعية للمدينة ويوجهها لخدمتها دون ان يكون التخطيط جراءة على الطبيعة التي لا تتوانى فيه المدينة من معاقبة من يتجرا على طبيعتها .

رؤية المدن من الطائرات تحكي قصصا لن تجدها ضمن الكتب والدراسات والبحوث ولن تصل لها وانت تسير بين شوارعها وطرقها وساحاتها وممراتها وأسواقها بل ستجد اضاءات لافكار مبدعة وكأنما تهديها لك المدينة .

المدينة ليست مجموعة جمادات تقاربت في ارض ما ويسكنها بشر مثلنا تعاملها بورقة وقلم ومسطرة بل المدن تتحدث دوما وحديثها الذي لا تمل من قوله ولا آمل من الاستماع إليه هو كيف كانت ؟ فما هي حضارتها وتراثها! وكيف هي الان؟ وما مشاكلها وانينها ! وكيف ستكون مستقبلا  ؟ فما آمالها وطموحاتها!

التخطيط العمراني : أشبه بعملية جراحية صعبة لشخص يهمك أمره .. ونسبة نجاحها ضعيف جدا ,, فهل ستسلمه وتستأمن عليه أول جراح يمر أمامك ؟؟! ,, ولذلك أختر الجراح الماهر لمدينتك . 

شارك الصفحة مع الأصدقاء :