لقد مللنا من المقارنات .. نعم ,, لقد مللنا منها وأصبحت تستفزنا على كل المستويات هي آفة يقع فيها الكثيرين العالم والجاهل على حد سواء وللأسف هي أحد الأمور التي يمارسها الجميع في مجتمعنا طوال الوقت لربما لأن الجميع لم يكن يعلم ما هو دور مادة التعبير سوى أن “الجمل سفينة الصحراء” , نفتقد إلى الكلمات التي تشرح أفكارنا ونؤصل للتشبيه والمقارنات العجيبة حتى نصل بفكرتنا الممزوجة كثيرا بتقليد الآخرين .
تستفزنا المقارنات لأنها أحد أضلاع الفشل وقاتل متسلسل للإبداع وأكثر ما يزعجنا أن تستخدم المقارنات لتصبح أعجب من الواقع لا تتطابق لا شكلا ولا موضوعا ولأوصلك إلى ما أعنيه فلابد انك سمعت يوما من يقارن مدينتي جدة والرياض بمدينة مثل دبي أو على الأقل مقارنة الخدمات والبنية التحتية فيهما أو إحدى الخدمات المتطورة بها ولابد انك استمعت يوما ما ولو بشكل ضمني إلى من يريد أن يكون الأفضل والأول ولكنه ينهي كلماته بأفضل من كذا ليسمي شخصا أو مكانا فتقتل المقارنة هنا أي طموح وتطلع للأفضل وتتضح الصورة أن الأهم هو الأفضلية على من ذكر وليس مهما أن يكون الأول والأفضل حقيقة ,, لأنها في هذه الحالة لم تبنى على معايير وبتحقيقها يتحقق المقصود .
استدراك : المقارنات لا تكن واقعية سوى في حالات ضئيلة جدا ,, توقفوا عن التشويه بحجة الانتقاد وثقوا أن تحقيق المعايير ومدى تطبيقها هو الأجدى بإيضاح أي فكرة .
