تحديات مستقبلية في العمل التطوعي

تكمن مجمل التحديات في العمل التطوعي في عدد من النقاط الهامة جداً والمرتبطة بشكل وثيق بعلاقة المتطوع مع الفرق ومجموعات العمل التطوعية التي يتطوع من خلالها وكذلك علاقتهم جميعاً كمتطوعين ومجموعات عمل تطوعية مع الجهات الراعية والداعمة فغياب أو عدم وضوح الواجبات والمسئوليات بين الأطراف الثلاثة تعجل بشكل سريع في فشل المبادرات التطوعية أو على أقل تقدير تضعف من قدرة المجموعات التطوعية نتيجة فقد أعضاء فرق العمل التطوعية للاهتمام نظراً للتعامل في ظل الضبابية وعدم وضوح الصورة لهم وتكرار ظهور المفاجئات دوماً أثناء مهام العمل التطوعي من تغيير في الخطط والإجراءات بما يطرح التساؤل دوماً بداخل المتطوعين ما الذي يحدث؟؟ أن العديد من الجهات الداعمة ونظراً لعدم وضوح أهدافها من دعم الفرق التطوعية سواء كانت من خلال كونها ضمن مسئوليتها الاجتماعية أو من باب التواجد والحضور الإعلامي في نطاق حديث يجذب أفراد المجتمع باختلاف أعمارهم وأفكارهم وخلفياتهم العلمية والعملية أصبح واضحاً أنها تعمل فقط على تحسين صورتها دون إدراك لحجم المسئولية التي تقع عليها في تأسيس مرحلة جديدة يشارك فيها أفراد المجتمع من خلال مجالات العمل التطوعي لتسهم في خلق تكافل اجتماعي يدعم التعاون بين أفراد المجتمع على اختلاف خلفياتهم وأفكارهم ويؤسس لإيجاد مجتمع متضامن ومتعايش بسلام .

أن جزءاً كبيراً من التحديات التي تواجه العمل التطوعي والتي لم تعد سراً هي توجه العديد من الجهات والمنظمات المختلفة إلى استغلال رغبات المتطوعين في خدمة المجتمع بالاستفادة من ذلك في دعم أنشطتها المختلفة ضاربة جميع مبادئ وقيم العمل التطوعي عرض الحائط مستفيدة من وجود تلك الرغبة في نفوس المتطوعين بتحقيق الشعور بالرضا التام عن النفس من خلال خدمة المجتمع لتخل بمسالة هامة جداً هي حقوق المتطوعين والواجبات اللازمة تجاههم فضعف العديد من المتطوعين في معرفة الواجبات والحقوق التطوعية لا يعني أن تسمح تلك الجهات لنفسها باستغلال تلك الحقوق والعمل على الاستفادة الخاطئة منها فما زالت تعتبر حقوقاً يجب احترامها حتى وأن لم يكن هنالك جهات تدافع عنها .

ينبغي أن ندرك أن الوقت قد حان فعلاً لوضع إستراتيجية وطنية للمملكة العربية السعودية في مجالات العمل التطوعي المختلفة على أن توضح العلاقة جيداً بين الأطراف المتعددة في مجالات العمل التطوعي وتسهم في خدمة المجتمع بالشكل الصحيح في تلك الجوانب التي تلامس المجتمع بشكل مباشر لكي لا تستمر العديد من الجهات والمنظمات في التكسب من العمل التطوعي و تحسين صورتها الظاهرية وتشويه العمل التطوعي مفقدة المجتمع قيم ومبادئ ومفاهيم العمل التطوعي الصحيحة, فالمهمة اليوم عظيمة ولا تقتصر على إدراك كل تلك الأخطاء الحالية ومحاولة تجنيب العمل التطوعي لها بل البدء في رسم تلك الخطة الإستراتيجية الفاعلة كي لا نفاجئ يوماً بأن العمل التطوعي أصبح عبارة عن نشاطات مشبوهة نتيجة وجود اجتهادات خاطئة وغير صحية ستؤثر مستقبلاً في قبول العمل التطوعي الصحيح بين أفراد المجتمع ليأتي يوم نحاول أن نقنع المجتمع بأن العمل التطوعي هدفه الأسمى هو خدمة المجتمع بالدرجة الأولى .

تذكرة مغادرة : يقول جبران خليل جبران : ” لا تجعل ثيابك أغلى شيءٍ فيك , حتى لا تجد نفسك يوماً أرخص ممّا ترتدي“ .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :

نُشِّرْت في 

ضمن

للكاتب