الخط العربي منارة للعلم

يحتفي العالم أجمع في يوم عالمي يوافق الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام باللغة العربية الجميلة الأنيقة , اللغة التي نزل بها القرآن الكريم على نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه فيقول تعالى: ( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ( 1 ) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ( 2 )) سورة يوسف . ففي تفسير ابن كثير عن كلمة ( الْمُبِينِ ) أي : “الواضح الجلي، الذي يفصح عن الأشياء المبهمة ويفسرها ويبينها” فكيف لا تكون اللغة العربية أفصح اللغات على الإطلاق وأوسعها إيصالا للمعنى وأكثرها وضوحا وبياناً ومقصداً وكلماتها المتعددة التي تأتي لتعبر عن أمر واحد باختلافات طفيفة جداً وسعة المترادفات فيها والأضداد والسجع والطباق والجناس والمجاز والبلاغة والفصاحة وغيرها من ما تمتلكه اللغة العربية وتزخر به والتي يأتي سر بيانها لفظاً باللسان العربي السليم النطق أدبا عربيا سواء كان شعراً أو نثراً ويأتي سر بيانها كتابة بالخط العربي الذي يجسد معنى الكلمات ويصورها ويزيد وضوحها وضوحاً وبياناً فيظهر معنى الكلمة ويرفع عنها اللبس ويزيدها حسناً فالخط العربي يمتد في عطائه كثيراً ولا يبخل فهو معين لا ينضب أبداً ليكون دوماً مقصداً جمالياً استغلت إمكانياته من الكثيرين حتماً فالمعمار مثلاً في بناءه لكثير من المباني التاريخية والتراثية حضر فيها الخط العربي كعنوان بارز تحققت له موازين الجمال التي يبحث عنها المعمار فكانت له أهم عنصرين من عناصر العمارة الجمال والوظيفة فتألق الخطاطون بالخط العربي وامتازوا بحسن التنسيق ووحدة الشكل وميزان الحرف وجودة الإيقاع وحسن اختيار الكلمات والفراغات فحضر التناظر والتبادل والتماثل بصريا ليعطي جمالاً أنيقاً وتتشكل به منارات الجمال التي أشعلت الأفئدة دوماً بحب النظر دون كلل أو ملل فازدادت الأعين والقلوب بهجة وشغفاً بحب الجمال الذي خلقنا الله عزوجل عليه ففي حبنا لجمال الخط العربي أن زاد حسنه إلى أن يمتد عطاءه ليغيرنا من الداخل فمن يتعلم الخط ويجوده ويحسنه يزداد إحساسه بالجمال من حوله ويؤمن طواعية بأن التنوع الذي تأتي به الخطوط العربية ما هي إلا تنوع اختلاف لا خلاف ويزيد إلى أن يحول بيننا وبين العجلة الآثمة فالخط العربي ركن للسكينة والهدوء والوقار يزداد تأثيره بأن يعلمك الترتيب والتنظيم والصبر والمثابرة والتجربة والشغف وما تلك إلا أركان النجاح التي ننشدها جميعا ليتحقق لنا كل ما نصبو إليه .

تذكرة مغادرة : يقول الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : “نوروا ما نور الله”

شارك الصفحة مع الأصدقاء :

نُشِّرْت في 

ضمن

للكاتب