الاستثمار في المهندس السعودي

تشهد المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ومنذ زمن تسارع عجلة التنمية والتطور والنهضة الشاملة على عدد من المستويات والاصعدة وتشهد بذلك أعداد واحجام المشاريع والاختلافات النوعية بها والتي تقام في كافة المدن والمحافظات والقرى وبشكل متوازي, فكافة هذه المشاريع قد لا تتكرر قبل عدة سنوات او على الاقل البعض منها وقبل ان يفوت قطار التطور والنهضة لابد ان يدعم المهندس والفني السعودي ليعملوا ضمن هذه المشاريع ويمروا بتجربتها ويأخذوا خبراتها ابتداء من التفكير والتخطيط الى التصميم والتعديل والمراجعة والتنفيذ وانتهاء بالتشغيل والصيانة ,, سعيا لتوطين هذه الخبرات لمصلحة الوطن الذي رسم في سمائهم الطموح للأفضل دوما فالتنمية كمفهوم وهدف يجب ان لا تستمر دوما بيد الآخرين فلابد ان يكون للمهندسين السعوديين حضور  فاعل في هذه المشروعات التنموية العملاقة وذلك لدعمهم ووضع بصمتهم ضمن هذه المشاريع لأنها ستعزز من خبراتهم وعطائهم جراء الممارسة مع الخبرات الاجنبية وكما ستؤهل هذه المشاريع لكي تكون متوافقة مع بيئتنا وخصوصياتنا كمجتمع له افكاره ونهجه قد يختلف كثيرا عن من يعمل بمشاريعنا اليوم , فإعطاء المهندسين السعوديين هذه الفرصة ستضع في انفسهم لبنات كثيرة قد لا توفيها طرق التدريس والتدريب والتأهيل حقها فالممارسة جانب مهم لابد ان نهتم به ونعمل على تحقيقه فأهميته كأهمية التدريس والتدريب ولست مبالغا في ذلك فقيمة الوقت مثلا قد لا تزرعها طرق التدريس والتدريب والتأهيل للمهندس والفني ولكن لأهميتها في ادارة المشاريع ومدى انعكاسها على مراحل المشروع والانجاز فأنها ستزرع في النفس تقدير عاليا للوقت والذي سينعكس ايجابيا على أسلوب الحياة فاستمرار تهميش القيم المختلفة مثل الوقت وغيره سيعطي الاولوية للأمم الاخرى في نهضة تسبقنا بها أعواما كثيرة .

ان غرس قيمة الوقت في نفوس المهندسين السعوديين وغيرها من القيم التي نحتاج لها عن طريق الممارسة والتجربة ستساهم كثيرا في ان تتضاعف اهميتها في الاجيال القادمة من بعدنا فالتطور والرقي ليس مهمة جيل واحد ودوما البناء الصحيح لا يعقبه هدم .

حقيقة ان المهندس السعودي لا يحتاج الى إثبات مهنيته واحترافيته وتطوره فالشواهد كثيره في ذلك مع القصور الواقع والواضح في التطوير والتأهيل المقدم حاليا له وذلك لا يعزز من دوره المأمول في التنمية والحل هو تغيير التفكير والنظر قليلا خارج الصندوق والبدء في الاستثمار في المهندسين السعوديين باعتبارهم المحرك الحقيقي وراء اي نمو متسارع للتنمية وفرضهم على المشاريع العملاقة وعلى مستويات فنية وإدارية مختلفة حتى تكون الفائدة المرجوة أكثر مردودا باعتبارهم استثمارا طويل المدى باعتباره هذا الحل هو الأمثل حاضرا ومستقبلا لاستمرار التنمية والتقدم والتطور بيد أبناء الوطن.

نشر هذا المقال في مجلة المهندس الصادرة عن الهيئة السعودية للمهندسين عدد (94) .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :