المشاريع المتعثرة

تطالعنا الأخبار والنشرات والصحف اليومية وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي بمئات المواضيع عن المشاريع المتعثرة والتي لا يعلم يقينا من المتسبب الرئيسي في تعثرها فالتعثر هو نتيجة حتمية لسوء تصرف عدد من الجهات ولأن مثل هذه المشكلة لا تحل بالمادة عجزنا عن حلها زمنا طويلا وما زلنا ,, فكل ما واجهتنا مشكلة ما ظننا أن الدفع المادي كفيل بحلها أو على الأقل إيجاد مبرر للحل وأختلف كثيرا في ذلك فالمال عامل مهم للانجاز ضمن المشاريع ولكنه ليس كل الحل فالحلول الإبداعية و ألابتكاريه لا تعتمد على عامل واحد بل على عدة عوامل والتي هي بطبيعة الحال لا يبدأ فيها بشكل متوازي بل تكون على عدة مراحل فما دمنا نرى أن تعثر المشاريع هو مشكلة فقد بدأنا بالتفكير فيها ولكن ذلك ليس كافيا البتة فالجهات المالكة تطالب المنفذين بسرعة الانجاز والمنفذين يطالبون الجهات المالكة كذلك بتسهيل الإجراءات الإدارية والتخفيف من أعباء البيروقراطية .

تعثر المشاريع اعبر عنه كإقلاع طائرة ولهذا الإقلاع لابد وان تنتظم جميع أجهزتها بكفاءة حتى تستطيع التحليق في السماء وتعذر احد أجنحة الطائرة فرضا مع كفاءة البقية لن يكون كافيا ولذلك فكل جهة أساسية مرتبطة بمشكلة تعثر المشاريع من مالك ومشرف واستشاري وممول ومنفذ وكذلك الجهات المرتبطة بشكل ثانوي بمسببات تعثر المشاريع ولابد وان تجمعهم طاولة واحدة تعلوهم الرغبة في التطوير والانجاز ولابد أن يعترف الجميع بالقصور الحاصل والرغبة الأكيدة في إنهاء مشكلة تعثر المشاريع والمساهمة في تلافيه مستقبلا ولابد من سماع أراء الآخرين من متخصصين وأكاديميين وبيوت خبرة أو حتى الاستئناس بها كمرحلة عصف ذهني تؤسس لمرحلة جديدة من التنمية والتطور.

أشبه مشكلة تعثر المشاريع أنها ككرة ثلج كلما تدحرجت زادت فكلما بلغت المسببات جهة ما زاد حجم المشكلة وتعقدت أكثر بسبب أسلوب تعامل الجهات مع هذه القضايا فالحل ليس أن تصنع حلا يتناسب معك فقط فلست في الكون وحيدا ولكن الحل أن تتبنى الجميع لتشرح ما تواجهه للوصول لأفضل الحلول فاستمرار تجاهل الجهات الأخرى بالإضافة إلى سوء أنظمة التنسيق في ما بين الجهات اضعف من فرص المساهمة في تلافي كثير من مسببات مشكلة تعثر المشاريع .

نحن اليوم أمام معضلة معقدة جدا ومتشعبة نحتاج معها إلى أدوات جديدة في الحلول والى تغيير قناعات ومفاهيم كثيرة منها البشري والإداري والمهني ولن نصل لها بنفس أساليب الأمس .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :