الهندسة القيمية

الهندسة القيمية
الهندسة القيمية

نشأت الهندسة القيمية بتأسيس التحليل القيمي أثناء الحرب العالمية الثانية بواسطة شركة جنرال الكتريك في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة شح الموارد الإستراتيجية، مما حدا بالشركة للبحث عن بدائل ساهمت في تقليل التكلفة وتطوير المنتج.
– في عام 1947م قام لورانس مايلز على تطوير الأسس التي تقوم على تحليل الوظيفة أو الأداء وليس على المواد وأطلق عليه أسلوب تحليل القيمية.
– في العام 1958م تم تأسيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمة.
– في عام 1963م أدخلت هذه التقنية في مجال الإنشاءات.
– في عام 1995م تم تغيير الاسم لتصبح الجمعية الدولية لمهندسي القيمة.
– في بداية العقد السابع من القرن العشرين أنتشر في دول العالم.

المقصود بالقيمة هنا القيمة الاقتصادية أو المادية وهذا ما يمكن تقسيمه إلى أربعة أصناف:
1- قيمة التكلفة ( الثمن )
2- قيمة الاستخدام /الاستفادة
3- قيمة المقايضة
4- قيمة الاعتبار / الندرة

الهندسة القيمية : أسلوب منهجي لتحسين “قيمة” السلع أو المنتجات أو الخدمات عن طريق فحص الوظيفة. وهي نسبة مهمة إلى التكلفة. وبالتالي، يمكن أن تزاد القيمة من خلال تحسين إما وظيفة أو خفض التكلفة.

تعريف الهندسة القيمية : جهد جماعي منظم لأجل تحليل وظائف المشروع ومطابقتها لأهداف ومتطلبات المالك والمستفيد ومن ثم ابتكار بدائل تؤدي تلك الوظائف وتحقق الأهداف بأقل تكاليف ممكنة دون الإخلال بالجودة والوظائف الأساسية ثم طرح البدائل التي تكفل تحقيق تلك الوظائف بأقل تكلفة إجمالية.

التكاليف الإجمالية = تكاليف فترة الحياة .

التكاليف الإجمالية = التكلفة الأولية +جميع التكاليف اللاحقة مثل (التشغيل والصيانة وغيرها)

مسميات الهندسة القيمية :

– تحليل القيمة value analysis
– إدارة القيمة value management
– التحكم بالقيمة Value control

وغيرها وهذه المسميات تخضع لحالات المشروع الذي يتم تطبيق الدراسة عليه ولذا لا ينحصر تطبيق الهندسة القيمية على مجال الإنشاءات فقط بل يشمل المجالات الأخرى مثل المجالات الإدارية والصناعية والاقتصاد والاستثمار وغيرها.

تركز هندسة القيمة في دراستها أثناء أعمال تصميم المشروعات الهندسية على ما هو مطلوب من العنصر أداؤه.

– الوظيفة / الأداء (FUNCTION)
الغرض المحدد من وجود الشيء أو استخدامه أو امتلاكه سواء كان ذلك عنصر أو سلعة أو خدمة أو غير ذلك.
هذا الأداء يصف العمل الذي يؤديه الشيء ويجعله ذا قيمة لمن هو بحوزته .

– القيمة (VALUE)
فالقيمة هي ما يستحقه الشيء من تكاليف للحصول عليه وامتلاكه من وجهة نظر الزبون وتقاس جودة القيمة بالعلاقة بين الثمن المدفوع والثمن المستحق ويعبر عنها بالعلاقة الرياضية التالية :

دلالة القيمة = الثمن (التكلفة ) / الثمن المستحق.

نتيجة هذه المعادلة هي مؤشر لمستوى القيمة ، فكلما اقتربت النتيجة من الرقم واحد في المعادلة السابقة كان ذلك أفضل ويدل على قيمة عالية أي إن كلما اقتربت الشقة بين التكلفة والثمن المستحق دل ذلك على جودة القيمة وآلما زادت النتيجة دل ذلك على ضعف في القيمة وتدني في المستوى وهذا ما تركز عليه دراسات القيمة.

– الثمن المستحق (WORTH)
هو أقل تكلفة أو سعر يمكن دفعه للحصول على أداء أو خدمة معينة من سلعة أو عنصر وهو السعر المنشود من وجهة نظر الزبون مقابل هذه الخدمة أو ذلك الأداء.
ويمكن تحديد الثمن المستحق من خلال سعر البديل الذي يؤدي نفس الوظيفة ويحقق ذات الهدف فمثلا استخدام مصباح كهربائي لإضاءة حيز معين بمستوى إضاءة محدد لمدة محددة وهذه الوظيفة يمكن تحقيقها باستخدام أنواع عديدة من المصابيح بأقل سعر لهذه البدائل التي تحقق نفس مستوى الإضاءة ونفس المدة هو الثمن المستحق لهذه الوظيفة .

– الجودة (Quality)
هي المستوى المعين من الأداء المطلوب من عنصر ، أو الميزة المرغوب توافرها في سلعة ،آما يحددها المالك في المواصفات والمتطلبات بدون زيادة أو نقص ، والتي يفترض أن يؤديها
العنصر طيلة عمره الافتراضي إذا استخدم فيما وجد وحسب الأصول المتبعة في التشغيل والصيانة .

موجز منهج هندسة القيمة:
– جمع المعلومات
– التحليل الوظيفي
– طرح الأفكار
– تقويم الأفكار
– تطوير الأفكار
– العرض والتطبيق

تفصيل منهج هندسة القيمة:

– جمع المعلومات : في هذه الخطوة يقوم فريق العمل بجمع وتقصي جميع المعلومات ذات العلاقة بالمشروع (موضوع الدراسة من مصادرها) مثل (مجال العمل,التقديرات المالية,المتطلبات / برنامج التصميم) وبعد جمع هذه المعلومات يقوم فريق هندسة القيمة المكلف بالدراسة بمراجعة وتحليل تلك المعلومات ومن ثم يتم ترتيبها وتصنيفها إلى موضوعات محددة مثل حقائق /فرضيات /رغبات /ضرورات.

– التحليل الوظيفي : يتم تحديد الوظيفة الأساسية للمشروع ككل ثم تحليل وظيفة كل عنصر من عناصره أو جزء من أجزائه لمعرفة وتحديد الغرض الذي وجد من اجله المشروع وما هي الوظيفة التي يؤديها كل عنصر فيه وما مدى دور هذه الوظائف في تحقيق الوظيفة الأساسية إلى ثلاثة أصناف هي:
– أساسية
– ثانوية
– جمالية

– طرح الأفكار : هذه الخطوة تمثل إطلاق المواهب وتحفيز الإبداع فمن خلال أسلوب العصف الذهني Brain Storming أو غيره من الأساليب المشابهة يقوم أعضاء فريق دراسة القيمة بطرح الأفكار الإبداعية بحرية وبلا قيود لإيجاد مقترحات وبدائل تحقق الوظائف أو الأداء المطلوب الذي تم تحديده في الخطوة السابقة أما بطريقة أفضل أو بتكلفة أقل أو يهما معا .

– تقويم الأفكار : يتم في هذه الخطوة نقد وتقويم جميع الأفكار والمقترحات التي طرحت في الخطوة السابقة،لغرض غربلة الكم الكبير من الأفكار لاستبعاد الأفكار التي لا يمكن تطبيقها بعد ذلك ترتب

– تطوير الأفكار : هي خطوة لتحويل الأفكار والحلول التي أقرت في الخطوة السابقة إلى خطة عمل محددة من قبل المختص من فريق دراسات القيمة حيث يتم فيها تطوير الفكرة إلى عمل متكامل واضح التفصيلات حسب الأصول الهندسية في إعداد الرسومات والمواصفات قبل للتنفيذ يحوي كيفية التطبيق ، كذلك شاملا على تقدير التكلفة الكلية .

– العرض والتطبيق : يتم تقديم عرض وإيجاز المالك أو صاحب القرار لإطلاعه على الدراسة ونتائجها وإحاطته بالجهود التي بذلت والمنهج الذي تم إتباعه في الدراسة للوصول لتلك النتائج حيث يتم استعراض تقرير الدراسة وما فيه من حلول ومقترحات وأفكار وتوصيات حول أعمال التصميم للبت فيها وإدراجها ضمن المرحلة القادمة من مراحل التصميم وبعد هذا التقرير بمثابة خطة عمل لفريق التصميم حيث يعرض الأفكار والمقترحات كحقائق مستندة على معلومات دقيقة فنيا وماليا وموثقه بأسلوب واضح الصيغة محدد المعنى لا يحتاج إلى مزيد شرح عند تطبيق ما جاء فيه.

فوائد منهج هندسة القيمة : أن إجراء الخطوات السابقة يحقق الأهداف المرجوة كاملة من الدراسة وله الفوائد ونتائج منها :
– سرعة إنجاز دراسات القيمة لوجود التنظيم الذي ينجز لكل مرحلة ويحقق متطلباتها ويحدد وقتها .
– تركيز الدراسة على المتطلبات والاحتياجات ، حيث يتم فرز ماهو ضروري منها للأداء والمساند له وغير ذلك كالرغبات ،من خلال التحليل الوظيفي مما يؤدي إلى التعمق في فهم المشروع ويساعد على التأكد وعدم إغفال أو تجاوز أي متطلبات أو وظائف أثناء التصميم .
– إبراز الدراسة لمواطن التكلفة العالية وتحليل الأسباب التي أدت إلى ذلك والعمل على معالجتها أثناء التصميم وقبل مرحلة التنفيذ .
– إذكاء روح المنافسة بينهم مما يحقق الوصول إلى أدق الحلول.

– تحقيق النظرة الشمولية والمتوازنة التي تراعي عند دراسة التصميم جميع جوانب المشروع من تكلفة التنفيذ والتشغيل والصيانة إلى سهولة تنفيذ أعمال التشييد وفعالية الاستخدام وتحقيق الأهداف.
– شمولية التطبيق لكل المشروعات والمرافق بدءا بالتصميم والتنفيذ وانتهاء بالتشغيل والصيانة .

عمل تقديرات التكلفة للمشاريع: نظراً لأهمية التكاليف بالنسبة للدراسات القيمية فقد تم تطوير طريقة لتقدير التكاليف بإتباع نظام التكلفة الموحد (Uniformat) والذي يمكن من خلاله القيام بما يلي:
– تقدير ميزانية المشروعات أثناء المرحلة الأولية من التصميم .
– تسعير جداول الكميات للمراحل المتقدمة من تطوير التصميم .
– تقييم لتكاليف المواد والأعمال الإنشائية وإعداد نماذج التكلفة
– مقارنة التكلفة الابتدائية وتكاليف التشغيل والصيانة للبدائل المختلفة.

العوامل التي تؤدي إلى زيادة التكاليف الغير ضرورية :
– غياب المواصفات المحلية
– قلة المعلومات (الأهداف ، المتطلبات ، التكاليف)
– المبالغة في أسس التصميم والمعايير
– المبالغة في معامل الأمان ( ( Safety Factors
– عدم الاستفادة من التقنيات الحديثة.
– ضعف العلاقات والتنسيق بين الجهات المعنية باتخاذ القرار
– عدم تقدير وتحديد التكلفة في البداية
– الاعتماد على الفرضيات دون الحقائق
– التركيز على التكلفة الأولية وليس التكلفة الكلية.
– ضيق الوقت المتاح للدارسات والتصميم

إيجابيات تطبيق هندسة القيمة :
– عرض الأفكار وبدائل التنفيذ وتحليلها بأسلوب علمي من فريق متخصص.
– تحديد الأسلوب الأنسب للتنفيذ والتشغيل والصيانة بأقل التكاليف الممكنة.
– المساعدة على خفض تكاليف التنفيذ والتشغيل والصيانة بشكلٍ إيجابي.
– المحافظة على الأهداف والغرض الذي أوجد من أجله المشروع وجودته وعمره.
– تلافي اللجوء إلى تجزئة المشروع أو إلغاء بعض أجزائه بما يؤثر سلباً على الغرض الذي أوجد من أجله أو جودته أو تخفيض عمره نتيجة الإخلال بأعمال الصيانة.
– ضمان تحقيق الاستثمار الأمثل لموارد الدولة.
– ترشيد الإنفاق على المشروعات الحكومية.

العوائق التي تواجه الهندسة القيمية :
– مقاومة منهج ونتائج الدراسات القيمية .
– عدم تحري الدقة في كفاءة وخبرة أعضاء فريق العمل .
– قلة التدريب الخاص بالهندسة القيمية .
– تطبيق الدراسة القيمية في وقت متأخر .
– قدم المواصفات المتبعة وعدم تجديدها .
– عدم وجود آلية لتطبيق المقترحات القيمية .
– عدم إعطاء الثقة بالمهندسين وإتاحة الفرصة لأكبر عدد منهم لاكتساب الخبرة .
– قلة المعلومات أو عدم توافرها عند الحاجة .
– قلة الإمكانيات المتوفرة لفرق العمل .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :