تلوث معلومات المدن

المعلومة الصحيحة تؤثر في بناء القرار بالشكل الصحيح ولكن المعلومة الخاطئة ينعكس تأثيرها بشكل مضاعف وسلبي على القرار ونتائجه المتوقعة من مشاريع وبرامج وكذلك تتأثر منه بقية المعلومات الصحيحة المتبقية بشكل سلبي للغاية فتتضرر القرارات وتكون سببا مباشراً في فشل الخطط والبرامج وذلك أن سببها الرئيسي هو كمية المعلومات الأولية ومدى صحتها والتي يعتمد عليها القائمين على المدن وهي في هذه الحال لا تتجاوز أن تكون معلومات وأرقام مصفوفة بشكل جذاب إلا أنها في الحقيقة ليست سوى معلومات خاطئة وتقديرات شخصية للقائمين عليها بعيداً عن وجود أي مصدر موثوق لأي معلومة تمس المدينة وكذلك اختلاف وتنوع الجهات المصدرة للمعلومات واختلاف المعايير فيما بينها وكذلك اختلاف مدى أهمية المعلومات بالنسبة لكل قطاع أو منظمة ومع غياب الدور الفاعل للمراصد الحضرية بالمدن وضعف فاعلية وكفاءة القائمة منها وتقوقع المراكز البحثية بالجامعات عن دراسة المدن سوى من دراسات بحثية لا تقدم عمقاً يستطيع القائمين على المدن من الاستفادة منه سوى تكرار لمعلومات أخرى قد تكون هي أيضا خاطئة أو تكون من البديهيات بالنسبة لهم بحكم خبراتهم العملية.

أن مواجهة تلوث معلومات المدن ليس صعباً بل يتطلب تفعيل أدوار بعض الجهات القائمة وحثها على نبذ التباطؤ المصابة به فتلك الجهات لم تعد تدرك الدور المأمول منها بشكل سليم والتي منها بطبيعة الحال الجامعات والتي وأن كانت مثيلاتها في الخارج قد أسهمت في تقديم ما تحتاجه المدن التي تحتضنها من دراسات وأبحاث وأفكار إلا أنها لدينا تعجز عن القيام بأدوارها الأساسية عوضاً عن المشاركة في أدوار أخرى أكثر أهمية بالنسبة للمدن ولمواجهة ذلك التباطؤ لابد أن يعاد هيكلة تلك الجهات بما يضمن وجود رؤية جديدة للجامعات لتضاف إليها زاوية جديدة هي زاوية المدن والعمل على أن تتضمن تلك الرؤى تحديد طبيعة ونوع المعلومات وتصحيح مسار المعلومات لتكون أكثر دقة ولتشارك في إيجاد مسار لتقييم تلك المعلومات قبيل تقديمها للجهات المختلفة وكذلك تفعيل الدور الحقيقي للمراصد الحضرية لتبني معاً عملاً تكاملياً يكون الهدف منه تصحيح أهداف المشاريع والبرامج التي تصنع لكل مدينة والتي هي اليوم مصابة بالضعف الشديد على عدد من المستويات وأكثر من ذلك ما تعانيه المدن من الانفرادية باتخاذ القرارات بين الجهات بعضها البعض والتي أثرت سلباً في واقع المدن وحياة المجتمع.

بناء القرارات في المدن هو أحد أهم الأمور المؤثرة في حياة مجتمع المدينة ولذلك لابد من المشاركة في تلك القرارات ونبذ الانفرادية فيها وتفعيل الدور المجتمعي للعديد من الجهات والمنظمات بالشكل الصحيح الذي يغطي جوانب مختلفة وزوايا متعددة.

تذكرة مغادرة: يقول الصحفي تشاك بولانيك : “ فكرة أنه لا يمكنني مشاركة مشاكلي مع آخرين تجعلني لا أبالي بمشاكلهم ” .

شارك الصفحة مع الأصدقاء :